ظاهرة التدخين عند المراهقين
إن ظاهرة التدخين عند والمراهقين هي ظاهرة خطيرة يجب التصدي لها، لما تحدثه من تأثير سلبي على صحتهم وسلوكهم , وهذه الظاهرة أخذت تنتشر وبشكل كبير بين الأطفال والمراهقين.
وتفيد الإحصائيات العالمية بأن 11% من المراهقين يصبحون مدمنون ما بين 12-14 سنة وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 20% للفئة العمرية الواقعة بسين 15-19 سنة وتستمر بالارتفاع لتصل إلى 33% عند الفئة العمرية من 20-25 سنة. وان ¾ المدخنين المراهقين قد قاموا بمحاولة جادة لإيقاف التدخين ولكنهم فشلوا في ذلك، وان عدد كبير من هؤلاء قد سجلوا على الأقل عرض واحد للانسحاب من النيكوتين.
وتدخين المراهقين هي علامة تحذيرية مبكرة لمشاكل مستقبلية فهي بوابة الدخول إلى الإدمان على الكحول والعقاقير المخدرة, وبينت معظم الدراسات التي أجريت لدراسة العلاقة بين التدخين والإدمان على العقاقير المخدرة بان احتمالية تعاطي الكحول والحشيش والمنشطات (الام فتامين والكوكايين) في المراهقين المدخنين هي اكبر بأضعاف من تلك الاحتمالية عند المراهقين غير المدخنين.
التغيرات الفسيولوجية التي يحدثها التدخين
عند استنشاق دخان السيجارة، فان النيكوتين ينتقل خلال ثواني عبر الرئة إلى الدم ويمر في الشريان السباتي لينتقل إلى الدماغ حيث يرتبط بمستقبلات النيكوتين, و يحفز إفراز النواقل العصبية مثل النورادرنالين(Nor adrenalin) والسيروتونين (Serotonin) مما يزيد من التركيز ويخفف القلق, وكذلك إفراز مادة الدوبامين (Dopamine)التي تؤدي إلى حدوث الأحاسيس المفرحة, وكذلك يتفاعل النيكوتين مع مستقبلات الاستيل كولين(Acetyl cholin) محدثا تغيرات فسيولوجية بعضها مفيد مثل تخفيف الألم وتقليل الشهية وأخرى غير مفيدة مثل ارتفاع ضغط الدم والإدمان على النيكوتين.
ومن علامات التعود على النيكوتين
• الاحتياج الدائم للامساك بالسيجارة.
• الشعور بأعراض انسحابية أثناء الانقطاع عن التدخين.
ومن هذه الأعراض عسر المزاج أو مزاج مكتئب,اضطراب في النوم, نزق وغضب, قلق, صعوبة في التركيز, نقص في سرعة دقات القلب, زيادة الشهية,أو زيادة الوزن.
• عدم السيطرة على كم السجائر التي يدخنها الشخص والتي تكون في تزايد مستمر وعدم السيطرة أيضا على الفترات بين السيجارة والأخرى.
•
ما الدوافع التي تحمل المراهقين على التدخين
هناك العديد من العوامل التي تؤدي بصغار السن والمراهقين إلى التدخين وهي تتباين من فرد لآخر
تقليد الكبار: يعتقد الأطفالý بأن التدخين هو سلوك الكبار وإنهم حين يدخنون يحسون بأنهم أصبحوا ناضجين. فصغار السن هم أكثر تأثرا من الفئات العمرية الأخرى بإغراء التدخين فمن المرجح أنهم أقل من غيرهم إدراكا للطبيعة الادمانية للنيكوتين.
فالأطفال والمراهقين الذين يعيشون مع أباء مدخنين يكونون اتجاهات إيجابية حول التدخين لذا يجب أن ينتبه الآباء لتأثير سلوكهم المتعلق بالتدخين على سلوك أطفالهم ومستقبلهم وربما يكون تدخين الأطفال للسجائر المصنوعة من السكاكر هي أول تجربة لهم في محاكاة الكبار وهذه الممارسات من قبل الأطفال هي دق لناقوس الخطر, كما إن عدم اهتمام الأهل بأطفالهم وغياب الرقابة عليهم قد تشجع المراهقين على أن يمارسوا سلوكيات غير سوية ومنها التدخين.
ضغطý الأصدقاء: إن ما يوفره الأصدقاء من راحة ودعم نفسي وحماية للمراهق بصحبتهم يضطره إلى مجاراتهم خوفا من أن تنبذه مجموعة الأصدقاء لذا فان وجود أصحاب مدخنون يزيد من خطر انخراطه في هذا السلوك.
الرغبة في الظهور والمغامرة: يميل المراهقون إلىý حب التجربة والاستكشاف وهم عادة لا ينتبهون إلى النتائج على المدى البعيد، فهم يقللون من حقيقة إن هناك إدمان على النيكوتين وان باستطاعتهم الاستغناء عنه في أي وقت . ولكنهم سرعان ما يكتشفون بأنهم أصبحوا متعودين عليه وان فترة تدخينهم قد تطول لسنوات قادمة. كما وان حب الظهور أمام أقرانهم (أصدقائهم،أبناء الحي،زملاء المدرسة) بمظهر العارف بكل شيء يؤدي إلى انجرا رهم وراء هذه العادة.
تأثير الدعاية: عادةý ما تظهر الدعايات التي تسوق لبيع السجائر الشخص المدمن بأنه فاتن ومغامر وشجاع، وإظهار المدمن في هذه الدعايات بهذه الصورة يجعل المراهق يحس بأنه سوف يتمتع بهذه الصفات إن هو دخن فتغريه وتشجعه على إشعال أول سيجارة ليبدأ بعدها مشوار الإدمان على التدخين.وتلعب صناعة الترفيه من أفلام سنيمائية ومسلسلات تلفزيونية وأفلام الفيديو الغنائية دور في الدعاية حيث أنها تصور التبغ على انه أمر ممتع أو انه طريق للتمرد وتأكيد الحرية الشخصية أو تصويره على انه احد وسائل الراحة والتخلص من الضغط والكرب, وبهذا فإنها توجه رسالة مفادها إن التدخين أمر مرغوب فيه, وظهور البطل السينمائي في الأفلام وهو يدخن يلعب دور كبير في تشكيل وجدان المراهقين وتحفيزهم وتشجيعهم على التدخين فهم في هذه المرحلة من العمر يبحثون عن نموذج يحتذون به فيما يتعلق بالقوة والجاذبية والتأثير على الآخرين والظهور أمام الجنس الآخر بالشكل الذي يمكنه من نيل الإعجاب وذلك على السواء بين الجنسين، وقد يساعد توفر السجائر والتبغ في المحيط الذي يعيش فيه المراهق وكذلك وجود مشاكل نفسية وعاطفية على التدخين.
وفي دراسة أجريت على المدخنين من طلاب المدارس وجد بان معظم المدخنين
1.يكون أدائهم الدراسي منخفض
2. أصدقائهم يدخنون
3. تقديرهم لذاتهم منخفض(ثقتهم بأنفسهم قليلة).
كيف يمكن الوقاية من التدخين
متابعة الأهل للأبناء والاهتمام بهم ومعرفة من يصاحبون وأتباع أسلوب الحوار والإقناع والاستماع إليهم، ومساعدتهم على حل المشاكل التي يتعرضون لها، واتخاذ مواقف الحزم لوقايتهم من التدخين والسلوكيات المنحرفة الأخرى.
منع التدخين في ألاماكن العامة مثل المؤسسات الحكومية وسائل النقل والمدارس والمستشفيات والنوادي وأماكن العمل.
التوعية بمضار التدخين الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة, وعمل ندوات ومؤتمرات طبية خاصة بالتدخين يشارك فيها أطباء وعلماء دين واجتماع ويساهم فيها الإعلام وتوزيع نشرات عن مضار التدخين وهي لا تختلف عن مضار التدخين في الكبار إلا إن فترة تعرض المراهق إليها يكون اكبر كما أن الطفل والمراهق يكون في طور النمو مما يزيد من مضار التدخين عليه فهي يمكن أن تؤخر في نمو الرئة وتقلل من مستوى وظائفها ، وتزيد من شدة وتكرار الأمراض التنفسية، وتؤثر سلبا على جهاز المناعة.
تنظيم برامج إرشادية وتثقيفية لمكافحة التدخين في المدارس.
حظر جميع أنواع الدعاية التي تسوق لبيع السجائر سواء المباشرة منها وغير المباشرة مثل رعاية شركات التبغ لأي نشاط اجتماعي أو ثقافي أو غير ذلك.
وفي الختام أود أن أؤكد ضرورة مواصلة العمل الدؤب لمكافحة التدخين دون أن ننسى أن هذا الموضوع يحتاج إلى صبر ويحتاج أن لا نيأس في كفاحنا ضد هذه الآفة الفتاكة, لنحافظ على صحة أبنائنا.